شهدت الصناعة المالية مؤخرًا اهتماما متزايدا حول البشرية على مرور الزمن، ولا تقتصر ظاهرة الفساد على بلد بعينه، إلا أن اختلاف ظاهرة الفساد وتنوع أشكالها أدى إلى التنوع في حجمها ودرجتها بل وآثارها على الفرد والمجتمع. ويشكل الفساد جريمة كبرى تهدد الأمن الاجتماعي، وتقوض عملية التنمية والبناء والاستقرار والتقدم. وأمام خطورة هذه الظاهرة فقد أصبح موضوع مكافحة الفساد في قمة أولويات الحكومات ومختلف المنظمات المهتمة بمكافحة هذه الجريمة. فقد اتفقت أغلب دول العالم على توحيد الجهود الدولية الرسمية وغير الرسمية، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني؛ للتصدي لجرائم الفساد والحد من آثاره على الأفراد والمجتمعات، إذ إن التجارب أثبت أن مكافحتها لا يقتصر على الأجهزة الرسمية فقط وإنما يتعدى ذلك إلى جهات غير رسمية كمنظمات المجتمع المدني، انطلاقًا من أن مكافحة الظاهرة لا يتوقف على حزمة من القوانين والتشريعات فحسب، وإنما بتفعيل آليات الرقابة والتوعية بكل أشكالها والتي تُعد هذه المنظمات ركيزة فعالة في توفيرها وتفعيلها. […]